لم تعجبني لافتةُ في الثورة السورية بأكملها، كما أعجبتني اللافتة التي رفعها أهالي “كفر نبل” المحتلة كما يحبون أن يصفوا بلدتهم، تلك اللافتة رفعها الأحرار في جمعة المقاومة الشعبية يوم 17/2/2012م، وقد لخصت هذه اللافتة معاناة السوريين بأجمعهم مع هذا العالم الحقير الذي يتعامل بالمصالح ولا شيء سواها.
رفع الأحرار يومها لافتةً كتب عليها: أتظنوننا مغفلين، دماؤنا أنهارٌ وأنتم تمثلون وتتبادلون أدوار الخير والشر، العالم كلّه كذابٌ مخادع !!
فعلاً .. لقد لخصت هذه الكلمات البسيطة حقارة العالم وانتهازيته، وعرّت الوجوه التي كانت تختبئ خلف حقوق الإنسان، والعدل الدولي وغير ذلك من الهراء، عرّت كل موقفٍ خجولٍ أو نصف موقفٍ قام به رئيسٌ أو حاكم ليثبت للشعب السوري أنه يسانده وأنه معه !!
ولكن ماذا استفدنا من ذلك .. لا شيء طبعاً !!
ماذا استفدنا من الخطابات العديدة التي خطبها ملك السعودية لمساندة الشعب السوري، أو قد نكون استفدنا من منعه للحفل الغنائي الوطني !
ماذا استفدنا من أنصاف المواقف في تركيا، لا شيء، ولا شيء إطلاقاً !!
ماذا استفدنا من منع سفر المسؤولين إلى أوربا .. من الجيد أنهم منعوا المسئولين من التصييف في أوربا !!
كما أنه لم نستفد شيئاً من مواقف وتصريحات كل الدول الأخرى .. مهما كانت خلفيتها ومهما كانت سياساتها!!
وأرجوكم لا أريد ناصحاً يخرج عليّ الآن ليقول: اللي حكا أحسن من اللي ما حكا !!
واسمحولي هنا بالعامية أن أقول له: الاثنين أضرب من بعض !! وسواءً حكوا ولا ما حكوا ما راح يطلع منهم شي !!
أتظنون أنه يوجد أكثر من سياسية واحدة تحكم العالم، لا على الإطلاق، لا تنخدعوا بما يصوره لكم الإعلام من أنه توجد سياسة غربية في “واشنطن” وحلفائها في أوربا! كما أنه توجد سياسة أخرى تديرها “موسكو” وتتبعها “بكين” وتمثل الجانب المعاكس تماماً ..
وفي الحقيقة هذا افتراء وكذب واضح والحقيقة أن سياسة العالم واحدة، وتُدار من قبل جهة واحدة، ولكنها سياسة “تبادل الأدوار”، لن أتحدث عنها هنا فليس هذا مقامها ولكن سأفصل الحديث عنها في مقالٍ آخر إذا سنحت لي الفرصة..
المهم .. أن سياسة العالم واحدة، ولا يوجد شيء اسمه سياسة أخرى، والعالم كله يمشي وفق هذه السياسة، ولا يوجد غيرها، وهذه السياسة الحقيرة تتعامل مع سوريا بمنطلق “دعنا نتفرج لنرى من الذي سينتصر” ..
“دعنا نتفرج” هذه، تقتضي السماح لروسيا وإيران وحزب اللات، مساعدة المجرم عسكرياً، والسكوت عن هذا الدعم اللا متناهي ..
عموماً .. آخر هذه المواقف الدولية العرجاء .. ما حصل بالأمس في “جنيف” من إدانة لمجزرة “الحولة” وتحميل النظام المسؤولية عنها، ولقد أصابني الهم بصراحة عندما سمعت بعض الأقربين وهم فرحين بهذا الأمر، أو أنهم يدافعون عنه، وفي الحقيقة … هو لا شيء، موقف آخر كاذب من العالم لكي يضحكوا علينا ويقنعوننا بأنهم معنا ..
وهنا لا أستثني أحداً من الدول في هذه المواقف الحقيرة، بل أبدأ بدولنا المحيطة، والتي نسميها مجازاً دولاً عربيةً وإسلامية، ولكن صدقوني لو أعطينا المجال للغة العربية أو للإسلام لتبرأ هو منّا !!
أبدأ بهؤلاء الذين يحسبون إخواناً علينا، حتى جمع التبرعات منعوه، لأنه دعمٌ للإرهاب في سوريا !، حتى الناس عندما تنطق بكلمة الحق في تلك البلاد، تُمنع .. لأن فيها تحريضاً على حمل السلاح والعنف !، وحتى عندما نتكلم عن الطائفية “التي سأخصص أيضاً مقالاً سيطول فيه الكلام إن شاء الله” يمنعوننا بحجة أن “الشعب السوري واحد” وضع مليون خطاً على الأقل تحت هذه الكلمة التي فيها من المغالطات ما يكفي لينتن به ماء البحر !!
لا يوجد معين للشعب السوري سوى الله “سبحانه” ، وكفى به معيناً وحسيباً، ثورتنا دينية ونحن نستعين بربنا سبحانه على النصر، وليس لنا سواه، وأرجوكم كفوا عن استجداء المواقف واستجداء الكلام الذي لا يقدم ولا يؤخر، لسنا “شحادين” مواقف، من يريد أن يتكلم فليتكلم أو ليخرس .. لا يهم !! المهم أنه يجب أن نركز جهودنا أجمعين في تحرير بلادنا بكل الوسائل المشروعة .. من مظاهراتٍ سلمية، وتسليح عسكري، ومن يريد أن يساعدنا على تحقيق ذلك من إخوتنا فإنه سيساعدنا بدون أن نطلب منه ذلك، لأنه يتوفر فيه من المروءة والشهامة ما تجعله يتدخل لمساعدة إخوانه بدون أن يطلبوا منه ذلك .
أخيراً .. لتوفر خصلة “التفاؤل” فيني بشكلٍ كبير، فإنني أرى بعد كل هذا الكلام السوداوي في الأعلى فرجاً بعد هم، ويسراً بعد عسر، وأرى في كل هذا التحامل والتآمر الدولي على الشعب السوري فرجاً له، لأن الشعب السوري سينتصر، غصباً عن أنوفهم جميعاً، وسيكون انتصاره بيديه فقط، وبمساعدة إخوانه الصادقين .. ولن يبقى هناك حكمٌ طائفيٌ حقير في بلادنا، أو تبعية لدولة “المعمم” في إيران، كما لن يبقى هناك “حزب اللات” وسوف يُمحى من على الأرض محياً !!
وليس ذلك على الله بعزيز ..
دمتم ..
إبراهيم حسن
للتواصل: i.abaji@hotmail.com
3 تعليقات
تنبيه: مدونات: "وحي من السماء" بمحكمة مبارك
تنبيه: مدونات: "وحي من السماء" بمحكمة مبارك ‹ بوابة وادي حلفا
تنبيه: مدونات: “وحي من السماء” ينطق بالحكم على مبارك - المركز العربي لأبحاث الفضاء الالكتروني