ومتى كان جيشنا وطنياً؟! جيشنا يا جماعة جيش طائفي عقائدي من يوم أن استحكم عليه البعث ! وهذا الأمر لا يحتاج إلى برهان أو دليل كي أثبته ..
وقد خصصت مقالي هذا هنا كي أسرد جرائم الجيش في حق شعبنا المناضل الأبي على مدار نصف قرن من الظلم والقمع والاضطهاد الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث ..
لنتكلم بصراحة وبدون مورابةٍ أو خوف، بلادنا محتلة .. نعم إنها محتلة من قبل الزمرة المارقة من كل وطنية من أبناء البعث المجرم وأبناء الطائفية الحاقدة التي تنهش في جسد الوطن، وجيشنا جيش احتلال وليس جيشاً وطنياً كمل في كل دول العالم، ويمارس جيشنا الأبي خدمات القتل والإجرام والتخويف والقمع في حق أبناء شعبه، وأبناء شعبه فقط لا غير !!
عندما قام المتسلطون والطامحون بالسلطة من أبناء “حزب البعث” بالتسلط على الدولة عام 1963م وقاموا بالانقلاب على “حكومة الانفصال”، عرف المجرمون مكامن الخطر الذي يتهدد سلطتهم الغير شرعية، وتأكدوا أن الجيش هو مكمن الخطر الأساسي لهم، ولذا بدأت مخططاتهم الإجرامية لتغيير بنية وتركيبة الجيش الذي كان وطنياً حتى هذا التاريخ ..
يقول “خليل مصطفى” مؤلف كتاب “سقوط الجولان”: “تم تسريحي عام 1963م بعد استيلاء حزب البعث على السلطة مع الآلاف من الضباط العسكريين الذين ابتدأ تسريحهم في هذا العام وأعوامٍ أخرى متلاحقة، وكل هذا كان بناءً على مواقف سياسية، حيث أن كل المسرحين لم يكونوا من المنتمين لحزب البعث، أو أن التسريحات كانت بناءً على أسس طائفية لخدمة طائفة معينة “العلويين” .. ”
إذن سعى البعث إلى قلب البنية والتركيبة في الجيش، لخدمة أبنائه الذين ينتمون إليه فقط، ولخدمة أبناء الطائفة، وهذا ما حوّل الجيش إلى أداة ضاربة بيد البعث، وهو الذي حوّل العساكر ذوي الرتب الصغيرة إلى مرتزقة يعملون في خدمة شبيح أكبر منهم في الرتبة ..
الجيش يا سادة اجتاح مدينة حماة في ستينيات القرن الماضي، ليكون أو من يدمر ويخترق حرمة مسجد في التاريخ السوري على الإطلاق، ويقتاد الشيخ “مروان حديد” إمام المسجد نحو القضاء العسكري ثم الإعدام ..
ثم تلا ذلك جرائمه المتكررة في الريف السوري “والشمالي خصوصاً”، حيث اجتاح أكثر من مرة قرى وبلدات تابعة لمحافظتي حلب وإدلب ليطهرها ويمشطها من “المجرمين” … ويتضح اليوم أن نفس الاسطوانة المشروخة ما زالت تتكرر لتنهك أسماعنا بها !
لتأتي الجريمة الكبرى التي لم يتوقعها أو يتخيلها أحد، جرائم الثمانينات، حقبة الجرائم الأعنف والأقسى في التاريخ السوري، بل في التاريخ العربي والعالمي، ولن أكون مجازفاً أن قلت ذلك !
تدمير مدينة حماة عام 1982م هو الحدث الأقسى الذي رسم بظلاله قمة الهرم للمأساة الجاثمة على صدور السوريين، تدمرت ما يقارب من السبعين وحتى الثمانين بالمئة من المدينة بشكل كامل، اجتاحتها عصابات الأمن وعصابات سرايا الدفاع لتتركها دماراً بعد عمار..
طبعاً سبق هذا ما حصل من تمشيطات متكررة ومتعددة لأحياء حمص ودمشق وغيرها من المدن ..
كما سبقها أيضاً اجتياح أحياء بأكملها في مدينة حلب وتدميرها أيضاً تدميراً تاماً ..
ولا يخفى على قارئٍ مجزرة جسر الشغور وما ارتكبه الجيش فيها من تقتيل للأبرياء وهدم للمنازل وللممتلكات ..
طبعاً هذا كله بغض النظر عمّا يفعله الجيش بالسجون العسكرية، ولعلي هنا أستذكر ما حصل في سجن تدمر العسكري من إبادة لكل المساجين فيه في عام 1980م، وما حصل في سجن صيدنايا أيضاً في عام 2005م، ومثل هذه الجرائم أنا متأكد من أنها تحصل الآن في كثيرٍ من السجون ولكن الأوضاع التي تمر بها البلاد جعلت من هذه الحوادث حوادث ثانوية..
طبعاً .. الأحداث الجارية حالياً لا تحتاج إلى تذكير أو إلى برهان بأن الجيش هو من يقوم بها !
هذا كله على الناحية الداخلية، وما فعله الجيش بشعبنا الأبي، وما حققه من انتصارات على هذا الشعب المقموع منذ 50 عاماً ..
وأما على الصعيد الخارجي .. فإنجازات جيشنا مشرفة !
وأهمها على الإطلاق تسليم الجولان في 67، وإعلان سقوط القنيطرة قبل سقوطها بسبعة عشر ساعة على الأقل !
والمسرحية المغلفة في قالب النصر عام 73!
وأخيراً .. الاختراقات المتكررة للأجواء والأراضي السورية من قبل العدو الصهيوني والعدو الأمريكي في العراق .. !
ثم الاحتفاظ بحق الرد !
وبعد .. جيشنا يا سادة لم يجلب سوى الدمار والهلاك والقتل والتشريد لشعبنا السوري ..
ولم يجلب سوى الخسارات المتتالية في الحروب الخارجية ..
ولا فائدة من هذا الجيش المجرم على الإطلاق ..
وهنا .. أتمنى أن أرى جيشاً لبلادي مخلصاً لها يدافع عن حدودها وعن مواطنيها، لأنه وباعتقادي لا يوجد جيش خائن أكثر من الجيش السوري .. على الإطلاق !
ودمتم ..
إبراهيم حسن
www.fb.com/Syrian.Dialogue.Club