مي محمد
بكرة بكرة.. إذا أجاكم خبر أني استشهدت، يعني متت بشي إطلاق رصاص أو شحطوني و متت تحت التعذيب بأي طريقة كانت، بدي ياكن تعرفو هالكم شغلة:
إذا كان وجهي مبين عليه أني فرحان ما حدا يقول “استقبل الموت ضاحكا أو كان راكض للشهادة”
لأ أبدا أنا وقت متت ما كنت فرحان و ما كنت راكض بالعكس كنت مقهور و رجل لورا و رجل لورا .. أصلا ملائكة الموت عم يشدو فيني و أنا عم قلهم تركوني مشان الله بدي أرجع عالدنيا!!..
ما حدا يعزي حالو و يقول هلأ بكون بمكان أفضل و بالجنة و مع الحوريات لأ مالي بمكان أحسن.. كنت بفضل كون هلأ قاعد بغرفتي الكيوي مع لاب توبي فاتح عالفيس و عم سب على رامي مخلوف.. و ولاد أخواتي عم يخربو البيت ويكركبو.. و أمي عم تنئ مشان نزل كيس الزبالة و أنا مطنشها ..
ما حدا يتفالح و يجي يعزي أمي و يقلها كلنا ولادك، لأنكم كلكم كذابين ، و بآخر الليل أمي راح تفوت على غرفتي أنا .. و ما تلاقيني أنا .. و راح تبكي علي أنا ..
و كمان أبي.. حلو عنو و ما حدا يقلو أرفع راسك أبو شهيد.. بلاها هالنصايح شو فائدة الراس المرفوع إذا ظهرو أنكسر..
بدي ياكن تتأكدو أني متت لأني ما كنت حريص عالحياة بالشكل المطلوب.ز مو لأنو بدي الشهادة و إذا برجع 10 دقايق بدي دور علي قتلني و موتو ..
بس بدي منكم شغلة بالأخير
بتطلعو تشييع جكارة بالنظام .. تشييع شهيد مو شلون ما كان!!
قولو فيه:
ابو الشهيد ارفع راسك..
و أم الشهيد نحنا ولادك
شهيدنا لا ما مات زغريديلو يا البنات
و قولو بالروح بالدم نفديك يا شهيد لو أنو يعني راح تكونو كذابين و غالبا كنتو راح تدفشوني مشان تضلو عايشين..
و بالنهاية أكيد ما راح تنسو بس يخلص التشييع و المشاعر السايخة و الشعارات الرنانة ترجعو تكملو حياتكم ولا كأنو شي صار..