محمد الدمشقي
( الطريق المستقيم ) . مسقط رأسي هناك و لن اسمح لأحد أن يقول لي لا تتكلم ( انت خارج سوريا ) ! فهاذا شارعي و انا اعلم ما لا تعلمون ! .
يسكن في بداية الشارع السُنة و بعدهم الشيعة و بعدهم اليهود و في أخره يسكن المسيحيون ، بناه الرومان في القرن الأول قبل الميلاد وكان الشارع الرئيسي لمدينة دمشق القديمة والتي كان اسمها آنذاك داماسكس ، الكل يعيش بكبر ياء و كرامة الكل يتقاسم الألم و الفرح منهم من أتى السيد المسيح و بقيو يهود و منهم من أتى سيدنا محمد و لم يتبعه و منهم من تبعه و لهم خلاف تاريخي ( لا يعني الكثير لأبناء شارعي ) فالكل همهم واحد و موسمهم واحد و ايام جفافهم واحدة . من آلاف السنين نمارس طقوس التعايش السلمي بين أبناء الشارع و لم يشهد التاريخ حادثة واحدة تدل على التفرقة الطائفية . رسالتي موجها إلى اصحاب الفكر و العقل السليم من أبناء بلدي من مَن يسميهم النظام بالأقليات !
دعكم من كل وسائل الإعلام التافه و دعكم من طفيليات لبنان و العراق و إيران و السعودية و قطر ووووو. افتحو كتب تاريخكم و اقرئو أمجاد هذا البلد العظيم . والله عندما ذهبت إلى بعض قرى العلويين تفاجئت كم هذا النظام ظالم لأهله بقدر ما يكون ظالم للغير !
في تقرير للعربية من اربعة او ثلاثة سنين قرية القدموس من افقر بقاع الارض و الناس هناك يعملون ليل نهار من اجل لقمة العيش البسيطة . إخواني و أخواتي أبناء سوريا نحن بحاجة لثورة تصالح لا ثورة مصالح ! الكل يريد الربح ، النظام الفاشل و المفشل يريد ان يبقى بالحكم على جثثنا و جثثكم ! و السعودية و إيران يخوضون معركتهم بدمائنا ، النظام لا ينتمي لأي طائفة فهو مكون من جميع الطوائف (طبعًا من حثالة جميع الطوائف ) .
بعد الاطلاع على كثير من صفحات الثورة وجدت ان معظم القائمين عليها مراهقون و لا يملكون من الفكر و الحكمة إلى القليل ( طبعاً باستثناء كثير من الصفحات العريقة الوطنية ذات الفكر و المنطق و حب الوطن و الشعب ) فما كل ما يكتب يقرء و ما كل ما يًنقل صحيح ! اعرف ان الحقدالأعمى ملأ النفوس ، و لكن لابد من الأمل في الصلح . أتمنى من كل من بقي مع هذا النظام الساقط ان يحكم العقل و يتخلى عن هذه السفينة الغارقة و يرجع إلى حضن سوريا الشعب و يركب هذه الثورة المباركة ، و اتمنى أيضاً من الثوار ان لا ينخدعوا بالدول و الأشخاص المحرضين على الطائفية و التدخل الخارجي الأعمى . لملموا جراحكم و انظرو ماذا حل بسوريتكم و انظرو إلى أعراض بلدكم في المخيمات كيف يُعاملون ! فكل ساعة تقضونها في معركة ليست معركتكم يزداد الامر تعقيداً و نخسر من دماؤنا و شرفنا و قيمنا و يزداد النفوذ لمصالح الدول (الصديقة) .
قد اشك في وعي كثير من أبناء بلدي لاكن لا اشك في الجينات الطيبة التي يحملونها في الوراثة و أنا متأكد ان بعد سقوط النظام بساعة سوف تهدء النفوس و لن تطال الطائفية احد . مثل ما كنا نعيش قبل البعث بالشارع المستقيم سنرجع و نبني في كل مدينة و قرية سورية شارعاً مستقيم ……