-هل كنّا هواءً يابساً ؟!
– كنّا دماً … و الآن جفّفتنا الشمسُ و بخّرنا النسيان.
– لا تقلْ , ها هنا قبرٌ للورود و صورةٌ لنا مرّت عليها صفحاتهم !
– عمّا قليلٍ ستقول لكَ أشلاءُ أخرى فوقَنا , كيف يضطرّ حتى هذا التراب لمجاراة الموتِ في لعبته السريعة , و سينسى الأغنية ..
– هل نسوا مع أسمائنا دربَنا الحالم الأنيق ؟
– هذا الآن رفاهٌ لا يلزمهم , دعهم أوّلاً يحفظون مواقيت القصف , و أسماء المتبقّين , و شكلَ القنّاص
– هذا تشاؤم لا يليق بمن لم يعرف جسده -كشهيدٍ- دبيبَ الدود
– ثمّة نخرٌ كثير لا تتقنه الديدان …
– مثلَ وطءِ الدبّابة الثقيل فوقَنا ؟
– مثل الانسحاب الحفيف لمن تقتلهم … نحوَنا
– يحقّ لأحد ما يسمعك القول إنّك تريد الجنّة لك وحدك !
– كلّ ما أردته ألّا يستمرّوا هناك دوني … وحدهم ..
– ماذا يؤرّقك بما تركتَه في الوطن ؟!
– يؤرّقني هذا المستيقظ فيّ هناك و لم يتركني .. بين النائمين
– نمْ يا صديقي فعمّا قليلٍ قد تمرّ الملائكة و تُرينا دربَ النعيم
– في هذه العتمة فالمقاومة الوحيدة المتاحة من باب التضامن يا رفيقي هي ألّا ننام …
– …..
– نمْ , ثمّة من لن يستطيع النوم الليلة , لأنّه فقد الرأس الذي ينام به …