حوار: شام داود
التصوير الفوتوغرافي منذ البداية كان أداة أساسية في رصد ما يحصل في سوريا ابتداء من درعا وامتدادا إلى المدن الأخرى. بدأ بعدسات الموبايل البسيطة من أناس وجدت أن دورها يقتضي أن توثق ما يحصل في ظل التعتيم والتشويش الإعلامي والتضييق على العمل الصحافي الاحترافي الممارس من قبل قوت النظام السوري.
بعد عام ونصف على ثورة الحرية تطورت اليوم أساليب عمل النشطاء وعبر الشبكة من النشطاء ليصبح التصوير أيضا إعلاما احترافيا هادفاً يرمي أيضا إلى إرسال رسائل مختلفة بحسب توجه كل مجموعة وكل مبادرة.
نجد منها التوثيقي والفني والوثائقي وكذلك الثقافي.
“العالم يحوي الآن صورا أكثر من الطوب وما يجعل الأمر مدهشا إنها جميعها مختلفة، هذه رؤيتنا، إضافتنا، هذه عدسة سام”
سام جدنا الأول، ابن نوح وأب دمسق..
ولأن السين الآرامية تلفظ شين بالعربي، أمست هذه بلاد شام ابن نوح وأب دمشق.. هذه عدسة سام جدنا الأول.
هكذا يقدم القائمون على صفحة الفيسبوك المسماة بـ”عدسة سام” أنفسهم.
صفحة الفيسبوك هذه الغنية بالصور الفوتوغرافية التي تروي حكاية عشق لسوريا الأولى وارتباطها الوثيق بثورة الحرية هي واحدة من عدة صفحات كثرة نشأت ومبادرات لتوثيق ما يحصل في سوريا منذ انطلاقة الثورة في آذار 2011 وحتى يومنا هذا.
| هل يمكن لنا أن نتحدث عن تاريخ العدسة وأسباب بدء المشروع وهل يشمل مشروعكم مناطق معينة أم يغطي سوريا بأكملها؟
| | عدسة سام هي بالأصل نتاج وخلاصة اعمل شباب وفنانين ومواطنين صحفيين بعضهم خرج من رحم هذه الثورة والبعض الآخر كان بالأساس محسوباً على الفن وأهله والصحافة بتشعباتها، فكانت عدسة سام هي الجامع لكل هؤلاء باختلاف توجهاتهم وخلفياتهم وحتى أهدافهم.. نحن مشروع جامع لكل ما هو جميل وأصيل، أما عن المناطق التي تغطيها عدسة سام فهي مفتوحة ليس فقط على مناطق محددة أو على امتداد الوطن بل إلى ما بعد حدوده، وذلك يعتمد على المناطق التي يتواجد فيها فريق عدسة سام والمناطق التي يزورونها ويرتحلون إليها، إن في المحافظات السورية، أو خارج حدود الوطن، فأينما كنا إن في الداخل وإن في الخارج.
وعملنا لا يقتصر على التصوير الفوتوغرافي بل يمتد لإنتاج التقارير وفن والأفلام القصيرة. ونحن نعمل في هذه الأثناء على فيلم قصير جديد تحت عنوان ” الأقليات ” سيصدر قريبا.
| اغلب المبادرات الفنية المصورة تتوجه إلى الناس داخل سوريا وأيضا إلى الإعلام الغربي والعربي لمحاولة تصوير الواقع وعكس ما يحصل في الشارع السوري اليوم.. ما الرسالة التي تريدون إيصالها إلى السوريين اليوم وكيف تساهم العدسة في إغناء الإعلام المصور على هذا الصعيد؟
نحن نحاول رصد ما حولنا من تفاصيل صغيرة بعيننا وعين من حولنا لإيصال رؤيتنا الخاصة.. وكما هو مذكور على رأس الصفحة “
| | الرسالة التي نحاول إيصالها للجميع بدون استثناء هي رسالة إنسانية صرفة بالدرجة الأولى، تختزن في مضامينها كل ما فيه حق وخير وجمال، فالواقع مهما بدا لنا قبيحا يمكن لنا أن نغير وجهة نظرنا إليه إن تمعنا في التفصيلات الصغيرة، أن تفهم كل شيء أي أن تسامح تماما.
وإن الثورة السورية فيها من الغنى أنا مع كل الموجود ما تزال هنالك العديد من الجوانب التي لا يلقى الضوء عليها.
| التصوير الاحترافي الفوتوغرافي يتطلب جهدا خاصا وكاميرات متطورة ليس من السهل إخفائها كيف تعملون في ظل التضييق الأمني المتزايد من قبل قوات الأمن؟
| | إن عدسة سام ولدت في 1372012. أي بعد سنة وأربعة أشهر منذ ولادة الثورة، اكتسبنا خلالها الخبرة اللازمة والشجاعة الضرورية، للعمل في أشد الظروف قسوة وبكاميرات محترفة، مبتكرين أساليبنا الخاصة للتحايل على الظروف والالتفاف عليها ولا تنسى أن الانترنت أيضا في معظم البلد لا يعمل جيدا لكنا لتجاوز كل هذه المصاعب نذكر ما قدمنا لأجل ذلك من الدماء والأصحاب والأقارب ومن الماديات المعبئة بالذكريات، نحيلها وقودا للعمل ومضادات لليأس الذي يداهمنا بين الحين للأخر واضعين نصب أعيننا
الهدف الاسمي لبلد حر مستقل تسود فيه التعددية الفكرية، الحلم بان ننتج بلدا مواكبا لركب الحضارة بلد يستحقه أبنائنا.
| تعلمون جيدا أن الإعلام هو عدو النظام الأول منذ باكورة الثورة السورية في آذار 2011 واليوم وبعد مقتل العديد من الإعلاميين والمواطنين بجرم حمل كاميرا أو حتى كاميرا جهاز موبايل.. هل برأيكم أصبح التصوير بالموبايل في الثورة السورية بمثابة حمل السلاح؟.
| | لا لم يصبح كحمل السلاح.. بل هو منذ بداية الثورة منذ اليوم الأول أخطر من ذلك بكثير والإعلامي مستهدف
أكثر من المسلح لأنه يحمل بالإضافة لذلك رؤية وهو بقي لفترات طويلة من عمر الثورة ومازال الطريقة الوحيدة لإيصال صوت الناس، ولولا هذا العامل لقمعت واندثرت الثورة كما حدث مثلا في القامشلي في 2004
و لذلك نحن نقدر الأمانة التي نحملها ونحاول أن نكون على قدر المسؤولية التي اخترنا طوعا حملها. أملاً بان نوصل صوت أهلنا ومجتمعنا بمقدار ما من الشفافية والحياد وبقدر ما لأننا نحن من أهل الحدث ولابد أن يؤثر علينا ويؤثر بقدر ما على شفافيتنا.
| يوجد اليوم الكثير الكثير من الصفحات التي تعتمد على التصوير الضوئي لنشر ما يحصل في سوريا أين ترون أنفسكم بين المبادرات العديدة وكيف تتصورون مشروع العدسة مستقبلا؟
| | لإضافة للتصوير الفوتوغرافي نقوم بتصوير بعض الأفلام القصيرة وتقارير صحفية أما عن المستقبل فخطتنا متابعة نقل الواقع وتأسيس شركة لإنتاج الأفلام وفق رؤيتنا وعدستنا ونبدل العدسات لنرى بجميع العيون ونفكر بجميع العقول فتكون صورنا لجميع القلوب.
رابط صفحة العدسة على الفيسبوك <انقر هنا>
جريدة سوريتنا | العدد الرابع والخمسون
لتحميل العدد <انقر هنا>