تجدون فيما يلي الجزء الثاني من الحوار الذي أجري مع البرفسور غونتر ماير
لقراءة الجزء الأول <هنـــا>
ترجمه A.ALH
LS –هل نلاحظ في التطورات السورية وضع صراعات معينة تحت المجهر: فالولايات المتحدة لم تعد قادرة على تحمل الأعباء المالية للمغامرات كما أنها وصلت إلى حدود نفوذها، في حين أن الروس والصينيين لا يريدون أن يقال لهم ما يجب القيام به في الشرق الأوسط؟
GM –: إن الجانب المالي مهم جدا من وجهة نظر الحكومة الأمريكية، ولكن هناك أيضا وعد الرئيس أوباما حين قال “لنعيد أبنائنا إلى الوطن”. فتورط أمريكي جديد في حرب أخرى لن يحظى بشعبية وخصوصا أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية الحالية. بشأن روسيا والصين، لديهم مصالح جيواستراتيجية مهمة في سوريا. ليس هناك سبب مقنع لماذا يجب أن يتخلوا عن هذا الوضع المريح والمؤثر.
LS –: وفيما يتعلق بالتأثيرات الخارجية، كتب في الآونة الأخيرة أن بعض الدول الأوروبية والعربية دفعت لمسئولين حكوميين رفيعين، إن انقلبوا على الأسد. أفكارك عن ذلك؟
GM –: هذا لا ينطبق فقط على كبار أعضاء النظام السوري، ولكن بصفة خاصة لأعضاء الجيش السوري الحر فأعلنت قطر والمملكة العربية السعودية على الملأ أنها سوف تنفق ما لا يقل عن 300 مليون دولار أمريكي لدفع رواتب المقاتلين وقدمت أيضا حوافز مالية لتحفيز الجنود من جميع الرتب للانشقاق عن القوات العسكرية والانضمام إلى قوات المعارضة. وفي ظل هذه الظروف، فإنه من المذهل حقا أن عددا قليلا جدا من الضباط والجنرالات و الأعضاء القياديين في النظام قد انشق حتى الآن. هذا يؤكد مدى استقرار السلطة في يد الحكومة والجيش وأجهزة الأمن.
LS: هل تبدو المواقف الأوروبية وكأنها جديرة بالدعم؟
GM: اسمحوا لي أن أبدأ بأن أشرح لماذا الموقف الحالي الأوروبي لا يستحق الدعم. لقد تجاهلت الحكومات في الاتحاد الأوروبي ما يؤدي إلى حل سياسي للنزاع السوري، واختارت بدلا من ذلك الدعم العسكري للإطاحة بنظام الأسد – على الأقل بشكل غير مباشر. إنهم يتعاونون لا سيما مع المجلس الوطني السوري (SNC)، الذي يهيمن عليه الإخوان المسلمين والذي يتكون بشكل رئيسي من السوريين الذين عاشوا لفترة طويلة في الدول الغربية، وخاصة في الولايات المتحدة. هؤلاء الناس يريدون حكم سوريا ما بعد الأسد ، لكنهم لن يلقون القبول بأي حال من الأحوال من قبل غالبية السكان الذين يعيشون في سوريا.
على سبيل المثال في برلين ، نظم المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية بالتعاون مع معهد الولايات المتحدة للسلام مجموعة من التسهيلات لأعضاء المعارضة السورية والخبراء الدوليين للتخطيط ل”اليوم التالي لسقوط الأسد “. والنتيجة هي برنامج لإنشاء نظام سياسي جديد في سورية وفقا للمعايير الديمقراطية والقيم الغربية بعد سقوط النظام الحالي.
وقد تم تصميم هذه الخطة من دون أي معرفة حول توزيع السلطات مستقبلياً بين مختلف القوى المنخرطة في إسقاط الحكومة، وبسبب المشاركة القليلة من المجموعات المعارضة داخل سوريا فإنه ليس من المستغرب أن ترفض نتائج مثل هذه الخطة من قبل أعضاء المعارضة السورية الداخلية وأن توصف بأنها “تمرين أكاديمي” في وقت ما زالت نتائج الأزمة السورية مفتوحة تماما. الأمر نفسه ينطبق على عدة لجان ترعاها الحكومات في باريس وروما واسطنبول والقاهرة و تخطط لسورية المستقبل.
المطالب المتكررة بتوحد المعارضة غير المتجانسة للغاية تبين عدم جدواها. هذا ينطبق أيضا على أحدث محاولة من الرئيس فرانسوا هولاند الفرنسية، الذي عرض أيضا الاعتراف بالحكومة السورية في المنفى. وقد رفض الاقتراح فورا من قبل الحكومة الأمريكية حيث نظر إليه أنه حصل مبكراً بسبب عدم وجود وحدة بين المجموعات المعارضة.
و هناك شئ أكثر صلة بالوضع الحالي للأزمة هو اقتراح إنشاء ملاذات آمنة للاجئين السوريين. حيث طالبت بهذا أولاً الحكومة التركية، وحظيت مؤخرا بدعم الرئيس الفرنسي. في الوقت الحاضر، وقد وصلت أعداد اللاجئين الى أكثر من 80,000 من السوريين في مخيمات اللاجئين في تركيا، وقد أعلنت حكومة أردوغان أن أكبر الأعداد المقبولة هو 100,000 على الأراضي التركية.أعداد اللاجئين الإضافية لا بد من استيعابها في منطقة عازلة آمنة على الجانب السوري من الحدود مع تركيا. وقد اقترح نفس الأمر على الحدود الأردنية.
للوهلة الأولى قد تبدو مثل هذا المطالب غير ضارة بل وغير مثيرة للمشاكل، حيث تنطوي فقط على التدخل العسكري المحدود. ومع ذلك، يمكن فقط إنشاء منطقة عازلة آمنة في سوريا عن طريق حرب واسعة النطاق من قوات حلف شمال الأطلسي والقوات المتحالفة معها من الدول العربية ضد القوات المسلحة السورية القوية. لحماية اللاجئين في ملاذ آمن، لابد من إنشاء منطقة حظر الطيران ، ويمكن السيطرة عليها فقط بعد اكتساب التفوق الجوي لحلف شمال الأطلسي فوق الأراضي السورية.
وقد ينطوي ذلك على تدمير سلاح الجو السوري الذي يملك حوالي 400 طائرة مقاتلة و ترسانة ضخمة من الصواريخ المتطورة للغاية المضادة للطائرات.إن حجم و نفقات ومدة مثل هذا التدخل سيكون هائلا كما أظهر تحليل معهد ماساتشوستس.
على المرء أيضا أن نأخذ في الاعتبار أنه من الناحية القانونية يمكن القيام بمثل هذا الهجوم في إطار القانون الدولي بالعرف الجلي المعروف حول حق الحماية (R2P)(RIGHT 2 PROTECT). ولكن لتطبيقه لابد من قرار مجلس الأمن الدولي حيث يبدوا استعمال حق النقض من روسيا والصين أمرا مفروغا منه.
بالعودة إلى سؤال حول الموقف الذي ينبغي دعمه: فالموقف الأكثر عقلانية و من شأنه أن يسمح بالتوصل إلى حل سلمي هو خطة كوفي انان [التي اقترحها الأمين العام السابق للأمم المتحدة] و التي لا تشمل فقط المعارضة ومؤيديهم، ولكن أيضا الحكومات في دمشق وطهران للتفاوض حول مستقبل سورية. ومع ذلك، لا توجد فرصة في أن يقبل هذا الاقتراح من قبل المعارضة في المنفى ومؤيديها في الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية وتركيا والاتحاد الأوروبي.
LS –: ما رأيك بالمساعدة التي تقدمها [Bundesnachrichtendienst BND]-[وكالة المخابرات الألمانية الخارجية] للمتمردين؟
GM –: كانت صحيفة بيلد الألمانية قد كشفت أن أعضاء BND متمركزين على سفن بالقرب من الساحل السوري واللبناني بالإضافة الى تواجد منظمة حلف شمال الأطلسي في قاعدة بالقرب من مدينة أضنه لجمع المعلومات الاستخبارية عن حركة القوات الحكومية السورية ومشاركة هذه المعلومات مع قوات من الجيش السوري الحر . الأمر نفسه ينطبق على وكلاء لجهاز المخابرات البريطانية المتمركزين في قبرص، وكذلك لأنشطة عملاء المخابرات الأمريكية وأقمار التجسس.
من الواضح أن الحكومة الألمانية قد تعلمت الدرس من الامتناع عن دعم التدخل العسكري في ليبيا، مما أدى إلى انتكاسة خطيرة في العلاقات السياسية مع الشركاء في حلف شمال الأطلسي والتي قللت من فرص استفادة الشركات الألمانية من فرص إعادة البناء الاقتصادي لليبيا . هذه المرة، ألمانيا لا تلعب فقط دورا قياديا في سياق قرارات العقوبات الاقتصادية للاتحاد الأوروبي ضد سوريا ولكن أيضا عبر تقديم الدعم من القوى الغربية للمعارضة السورية، بما في ذلك توفير المعلومات الاستخبارية.
LS –: ما هو تصوركم للدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية وقطر؟
GM –: كلا البلدان في طليعة خصوم النظام السوري. هم الممولون الرئيسون للمعارضة السورية، بما في ذلك إمدادات الأسلحة للمتمردين. بل هناك تقارير من مصادر غير مكشوفة في وسائل الإعلام العربية و التي تبين استعداد المملكة العربية السعودية لدفع نفقات تدخل عسكري واسع النطاق في سوريا من قبل حلف شمال الأطلسي.
لماذا هذا النظام الملكي السني المحافظ حريص كل الحرص على الإطاحة ببشار الأسد؟ هناك دوافع دينية ضد نظام العلويين الحاكم وضد التحالف السياسي والاقتصادي والعسكري بين دمشق والحكومة الشيعية في طهران، والتي ينظر إليها على أنها أكبر تهديد للدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
إن سقوط النظام السوري سيكون ضربة هائلة للنفوذ السياسي الإيراني في الشرق الأوسط. و قد اتهمت الحكومة في طهران بدعم المعارضة الشيعية في المناطق الشرقية الغنية بالنفط في المملكة العربية السعودية،و في الكويت، و في شمال اليمن وخاصة في البحرين. هنا، يمكن فقط منع انتفاضة الأغلبية الشيعية من السكان ضد حكم الأقلية السنية بواسطة قوات من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ولم تشمل قرارات الحكام القطريين لدعم المعارضة السورية على توفير الوسائل المالية ولكن أيضا استخدام الجزيرة لنشر أخبار دعائية لصالح المتمردين. في الماضي، كانت قناة الجزيرة ومقرها الدوحة قد اكتسبت سمعة القناة المستقلة الرائدة، القناة الإخبارية الموضوعية غير المتحيزة والمنتقدة بشدة للأوضاع في العالم العربي. وقد لعبت دورا هاما كمصدر الأخبار الأكثر موثوقية للثورات في تونس ومصر وليبيا. وقد تم تحطيم الصورة الإيجابية لها عندما أصبحت قناة الصوت الواحد لسياسة الحكومة القطرية ضد بشار الأسد حتى أنه تمّ إنتاج أخبار مزورة عن النظام السوري.و أصبح هذاعلنياً في وثائق الفيديو التي ظهرت على موقع يوتيوب، والتي تبين كيف دبرت إنتاج فيلم عن وحشية مزعومة نسبت للنظام السوري من قبل أحد الصحفيين من قناة الجزيرة.
LS –: وماذا عن تركيا؟
GM –: قبل الانتفاضة السورية كانت العلاقات بين البلدين جيدة جدا. فقد تم تسوية الصراعات الكبرى في الماضي ،فمثلاً تؤمن تركيا إمدادات كافية مضمونة من مياه الفرات و تتوقف الحكومة السورية عن تأييد حزب العمال الكردستاني. و خلال المرحلة الأولى من الربيع العربي، كانت الحكومة التركية قد دعمت الانتفاضة في تونس ومصر وليبيا، واعتبر أردوغان أن تركيا كدولة إسلامية معتدلة تمثل نموذجا سياسياً مثاليا لدول ما بعد الثورات العربية.
بعد وقت قصير من الاضطرابات في سوريا انضمت الحكومة التركية الى دول الخليج العربية في دعمها للمعارضة، فأمنت المأوى للاجئين على الحدود و سمحت لغيرها من دول حلف شمال الأطلسي بتدريب المقاتلين السورية على الأراضي التركية.و قد تعرض هذا الموقف أكثر فأكثر للهجوم من قبل المعارضة التركية العلمانية التي اتهمت أردوغان بمحاولة تثبيت حكومة إسلامية سنية في دمشق والتضحية بحياة اثنين من الطيارين الأتراك عندما اسقطت طائرة حربية تركية عبرت الأجواء السورية في اختبار لكفاءة الدفاع الجوي في سوريا.و ينخفض الدعم الأصلي من قبل غالبية الشعب التركي لتغيير ديمقراطي في البلد المجاور، حيث يتزايد التخوف من أن تورط أنقرة في الأزمة السورية سيكون له تأثير سلبي على الأمن القومي والاقتصاد.
LS –: نظرا لهذه التأثيرات، هل الحرب في سوريا لم تعد أهلية وأصبحت في الواقع عملية مشتركة للقوات الخارجية؟
GM: إنها لم تزل حرباً أهلية ولكن مع زيادة التدخل من الخارج. الكثير من المحللين السياسيين يشيرون في هذا السياق إلى حروب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا وكذلك السنة مقابل الشيعة.
LS: ماذا تتوقع في حالة الإطاحة بالأسد؟
GM: قبل كل شيء، لا يزال النظام قوياً و يملك السلطة ويبقى السؤال مفتوحا ما إذا كان سيتم الإطاحة به على الإطلاق. بعض زملائي العربي يشيرون إلى أن الدعم للنظام قد زاد نتيجة الفظائع الأخيرة التي ارتكبتها الجماعات المتمردة.
غالبية الموالين الأسد ليست بأي حال من الأحوال سعداء بهذا النظام السياسي الاستبدادي، لكنهم يخشون بأن وضعهم سيكون أسوأ بكثير عندما تأتي المعارضة الى السلطة في سوريا. هذا لا ينطبق فقط على العلويين الذين يمثلون نحو 13٪ من السكان، والذين يخشون عمليات القتل الانتقامية واسعة النطاق. أعضاء أكثر من 2 مليون من الطوائف المسيحية المختلفة، وكذلك الأقليات الدينية الأخرى مثل الدروز والإسماعيليون يخشون من التمييز فقد يتحولون الى مواطنين من الدرجة الثانية في ظل حكومة إسلامية سنية.
أنصار آخرون للنظام يمكن العثور عليهم بين الناس الذين يعملون من قبل الحكومة، بما في ذلك مناصب في الجيش، والأجهزة الأمنية،و في الإدارات والخدمات العامة المختلفة.هناك تقرير عن ساعي البريد الذي قتل على يد المتمردين السلفيين فقط لأنه تلقى راتبه من الحكومة حيث نظرا ليه من قبل العديد من موظفي القطاع العام كتحذير قوي مما قد يحدث لهم عندما تكسب المعارضة.
من منظور إقليمي، فالمعارضة للنظام نشأت أساسا في المناطق الريفية.حيث تدهورت الحالة الاقتصادية للسكان الذين يعملون في الزراعة بشكل ملحوظ منذ عام 2006 بسبب سياسة التحرير التي اتخذتها الحكومة، والتي تضمنت التخلي عن دعم القطاع الزراعي.
وبالإضافة إلى ذلك، دمرت فترة طويلة من الجفاف الأساس الاقتصادي للعديد من المزارعين حيث هاجر حوالي 1.5 مليون شخص إلى المدن. العديد من الحرفيين ينتمون أيضا إلى الفئة الخاسرة من الإصلاحات الاقتصادية لأن الواردات الصناعية الرخيصة قد أغرقت السوق السورية وأدت إلى انخفاض في الطلب على منتجاتها اليدوية. وهذا قد يفسر على سبيل المثال أن دوما، إحدى ضواحي دمشق حيث يوجد العديد من الورش الصغيرة، قد تحولت إلى مركز للمقاومة ضد الحكومة.
و استفادت من ناحية أخرى، الطبقات الوسطى الحضرية، وخاصة هنا التجار، من تحرير الاقتصاد. و معظمهم من الذين يعيشون في دمشق وحلب العاصمة الاقتصادية و اللتان لا تزالان مواليتان للحكومة. أصبح هذا واضحا عندما احتلت قوات المتمردين بعض الأماكن في حلب.حيث تلقوا الدعم فقط من سكان الضواحي و التي ينتمي معظم سكانها الى المهاجرين من المناطق الريفية . وفي حين أجزاء أخرى من المدينة واجهت المتمردين بالتحفظ والعداء، فقد تم الترحيب بحرارة بالقوات الحكومية و التي نظر إليها كالمنقذ الذي أنقذ السكان من الدخلاء.
الأكراد حوالي 2 مليون في الجزء الشمالي من البلاد تمثل مجموعة أخرى من شأنها أن تلعب دورا حيويا لمستقبل التطورات في سورية. في الوقت الحاضر، انسحبت القوات الحكومية بالكامل تقريبا من هذه المنطقة. هناك مطالب قوية من ممثلي المناطق الكردية بالتمتع بالحكم الذاتي في المستقبل أو على الأقل بحكم شبه ذاتي، مما أدى الى القتال بين الأكراد وممثلي المعارضة العربية خلال اجتماع في القاهرة. ومع ذلك، فإن السكان الأكراد في سوريا ليسوا موحدين ، ولكن انقسموا الى عدة جماعات مع توجهات سياسية مختلفة. ومن المرجح أيضا أن الحكومة التركية لن تتسامح مع مثل هذه المنطقة الكردية المستقلة جزئيا، والتي يمكن أن تكون بمثابة ملاذ آمن لمقاتلي حزب العمال الكردستاني.
وثمة مشكلة أخرى هي “الحزام العربي” على طول الحدود التركية في المنطقة الشمال الشرق الكردية الغنية بالنفط. هنا، تم إنشاء 43 قرية في السبعينات لأكثر من عشرين ألفاً من السكان العرب من القرى الريفية التي غمرت بعد بناء سد الفرات. و قد نزعت ملكية هذه الأراضي لإنشاء القرى الجديدة من ملاك الأراضي الأكراد وتم تسليمها للمستوطنين العرب.
أنا مطلع على الوضع في هذا المجتمع العربي لأنني نفذت مسحاً عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية في جميع القرى و قد ارتفع عدد السكان في هذه الأثناءإلى حوالي مئة ألف نسمة، و هم يواجهون الآن المطالب الكردية بإعادة الأرض إلى أصحابها السابقين وحتى مغادرة المنطقة تماما.
لقد حاولت أن أشرح أن الجماعات الدينية، و الاجتماعية والاقتصادية والعرقية المذكورة أعلاه لديها توقعات مختلفة تماما لمستقبل التطورات في سورية. تختلف وفقا للاتجاه السياسي، وهناك طائفة واسعة من المجموعات التي تتراوح بين مؤيدي نظام الأسد الى المنادين بإصلاحه و المروجين للديمقراطية على النمط الغربي العلماني،إضافة إلى المقاتلين لإقامة دولة يهيمن عليها السنة على أساس الشريعة الإسلامية. النموذج الأخير لديه على الأرجح أفضل فرص للنجاح بسبب الدعم الهائل من الدول العربية الأخرى، وحقيقة أن الغالبية العظمى من السوريين هم من السنة.
LS –: كتب باتريك سيل في الآونة الأخيرة:
[الشرق الأوسط يواجه خطر الحرب بشدة ، مع عواقب لا يمكن التنبؤ بها وهي مدمرة لدول وشعوب المنطقة. “حرب الظل” التي تشن بالفعل – من قبل إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران، من قبل الائتلاف الدولي ضد سوريا، والقوى العظمى ضد بعضها البعض. ويمكن لشرارة فقط نشر طوفان النار]. هل هذا صحيح؟
GM –: هذا الاشتعال و وضع الشرق الأوسط كله على النار يمكن أن يصبح حقيقية من خلال هجوم إسرائيلي على إيران أو التدخل العسكري الأجنبي في سوريا. في الحالة الأولى، فمن المتوقع أن سوريا وحزب الله وربما أيضا حماس مهاجمة إسرائيل. في الحالة الثانية، فإن إيران ستقوم بالدفاع عن حليفها السوري، وفقا لمعاهدات التحالف بين طهران ودمشق.
LS –: السيد سيل كتب أيضا في نفس المادة:
[بدلا من الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل في تدمير إيران وسوريا، ينبغي على المملكة العربية السعودية وحلفائها الخليجيون الانضمام الى إيران في بناء نظام أمني جديد للمنطقة خالٍ من التدخل الخارجي. إذا عملت معا، فيمكنها أن تجنبب المنطقة ويلات الحرب. ولكن عليهم أن يتصرفوا بسرعة لان الوقت ينفد].ما هو رأيك؟
GM –: هذه توصية لطيفة جدا، ولكن بعيدة عن الواقع السياسي. التوتر بين السعودية وإيران في تزايد بشكل كبير – وليس ذلك أساسا بسبب انحياز الملوك العرب مع الولايات المتحدة ولكن أولا وقبل كل بسبب العداء الطائفي المتصاعد بين السنة والشيعة جنبا إلى جنب مع التهديد المتزايد أن أفكار الربيع العربي يمكن أن تنتشر أيضا في شبه الجزيرة العربية وتؤدي إلى إسقاط الأنظمة الملكية. المعارضة الداخلية ضد النظام السياسي قوية جدا في البحرين وتنمو خصوصاً في المملكة العربية السعودية. و التي لديها مواجهة مع إيران فضلا عن التدخل في سوريا وأجزاء أخرى من العالم العربي حيث ينظر إليها على أنها معركة من أجل البقاء من قبل الأسر الحاكمة في دول مجلس التعاون الخليجي.
تمت.