حوار: عهد زرزور
في هذا الحوار إطلالة على التجربة الفريدة التي عاشتها منبج وتعيشها الآن، تجربة إدارة مدينتهم دون تدخل الحكومة والحفاظ على النظام القائم وتسيير أمور المدينة وإدارة البلدية والشرطة والمحكمة والسجل العقاري عدا عن نشوء الجمعيات الشبابية التي عنيت بالنشاط المدني الإنساني الإغاثي والثوري وذلك بعد انسحاب الجيش الأسدي من المنطقة…
التقت كبريت أبو قتيبة أحد نشطاء الحراك الثوري والجمعيات المدنية في مدينة منبج ، وحدثنا عنها وحدثكم في هذا الحوار،
سر منبج
- * عند انسحاب الجيش من المدينة ألم يكن هنالك هاجس لقصفها واقتحامها كسائر المدن؟ ما السر الذي أعطى منبج هذه الفرصة وهذا المأمن؟
نيتجة ضربات الجيش الحر في ريف منبج وتحرير جرابلس من قبل الجيش الحر أدى ذلك إلى هروب الأمن والشبيحة من مدينة منبج دون أي قتال باستثناء إطلاقهم النار على أحد الأطفال (محمد يعقوب بيرم) أثناء هروبهم مما أدى إلى جرحه جراحاً بليغة، اسشتهد على أثرها.
بالنسبة للخوف من قصف المدينة كان موجودا دائما لكن بسبب بعد المدينة عن القطع العسكرية لقوات النظام وتحرير مناطق مهمة مثل الباب من الغرب والخفسة ودير حافر من الجنوب وصرين من الشرق مما أدى إلى بعدها عن مرمى سلاح مدافع النظام باستثناء الطيرا ن الحربي الذي يقصف المدينة اسبوعياً.
- * هنالك تناقض في فكرة بناء نظام جديد والقديم لازال يمارس سلطاته القمعية بشكل أو بآخر؟ أهو الأمل بغد أفضل وبناء دولة جديدة؟ أم تعايش مع الواقع خوفاً على المدينة من السقوط حرفياً؟
بالنسبة للمدينة بقي كل شيء فيها فعّالاً دون توقف. لا نستطيع القول بأن مدينة منبج عادت فيها الحياة لأنها لم تذهب لكي تعود .قام الجيش الحر بالحفاظ على كافة المباني الحكومية دون تعرض أي منها لسرقة وبدأ كل الموظفين بالذهاب الى دوائرهم الحكومية باستثناء العسكرين ورجال الأمن والمتورطين وتم تشكيل جهاز شرطة جديد. نستطيع القول نتيجة الأمل والشوق إلى المستقبل القريب لنيل الحرية لدى أهالي مدينة منبج واستعجالهم الى قطف ثمرة الحرية قاموا بتشكيل نظام جديد بنكهة الحرية.
لكن التناقض الوحيد كان بسبب قصف الطيران الحربي الأسبوعي على المدينة الذي يشّكل هاجساً بالعودة إلى الوراء، هاجس الدماء.
شؤون المدينة
- * يعزو الكثير من الحياديين صمتهم وعدم اكتراثهم للحراك الثوري إلى الإنفلات الأمني الحاصل في البلاد وأنه ليس لشباب الثورة القدرة على استلام زمام الأمور بعد سقوط النظام،
-منبج عاشت تجربتها وصنّفت على أنها ناجحة إلى حد ما وذلك بعد انسحاب الجيش الأسدي من المنطقة،
ماموقف أبناء المدينة الحياديين الصامتين من هذه التجربة؟
معظمهم تغيّرت مواقفهم ايجابياً تجاه الثورة بعد انسحاب الأمن ولا ننكر وجود قلّة من الصامتين الذين بقو صامتين.
- *تولى المجلس الثوري أعباء إدارة المدينة، ماهي أهم المهام التي أوكلت إليه؟
تولى إدارة المدينة وتسيير أمورها بالتعاون مع الهيئات المدنية كهيئة المستقبل للشباب من أجل سورية ولاننكر جهود بعض الجهات كالهيئة العامة للثورة السورية في منبج التي قامت بدفع مبالغ مالية للشهداء بالإضافة الى تأمين إغاثي للنازحين ومشفى ميداني.
- *كيف يتم دفع الرواتب لموظفين الدولة؟ ومن أين يتم تمويل المشاريع القائمة؟
لم يعد النظام يرسل رواتب الموظفين إلى منبج كعقوبة للموظفين. وبسبب ضغف السيولة المادية لدى المجلس الثوري والهيئات المدنية لجىء معضم الموظفين لاستلام رواتبهم من هناك –لايوجد تمويل ابدا
- *السجون، كانت ملأى بالأحرار،
بعد خروج الجيش الأسدي من منبج، بمن امتلأت هذه السجون ؟
تم تحرير المتظاهرين والأحرار من السجون التي كانت تغصّ بهم وتم إخلاءها تماما لأن هذه السجون تفتقر الى أدنى درجات الإنسانية وتم تخصيص مكان جديد لوضع المجرمين به مع احترام حقوقهم المدنية.
- *الجيش الحر في منبج “ثوار منبج”
ماهي توجهاته السياسية وشكل الدولة التي يطالب بها؟ وماهي علاقته بالدولة الآن أو إدارة المدينة؟
في مدينة منبج ليس هناك كتيبة ثوار منبج وحدها بل هناك العديد من الكتائب ومعظم هذه الكتائب تطمح لانشاءدولة مدنية تعددية تمثل الجميع وهمها الأول الدفاع عن المدينة بأي وسيلة ممكنة.
الحراك المدني
- * أساس أي مجتمع مدني هو الجمعيات المدنية الشبابية، “هيئة المستقبل للشباب من أجل سوريا” هي إحدى تلك الجمعيات الفعّالة.
ما هي؟ ومن هو فريقها؟ حدّثنا عن نشاطاتها،
هيئة المستقبل للشباب هيئة مدنية شبابية تطوعية مستقلة هدفها خدمة البلد باي وسيلة ممكنة .فريقها يتألف من مجموعة من الشباب أغلبهم من الطلاب الجامعيين ومن مؤسيسها وصاحب فكرة انشائها الأستاذ فايز الرمضان.
الأعمال التي قامت بها مثل: إعداد المدار س للنازحين وحملة مدينتي بيتي لتنضيف الشوارع والجدران ورسم رسوم توعوية على الجدران وحملة صرخة مصاب لجمع الأدوية من الأطباء والصيادلة وتوزيعها على المحتاجين وحملة سورية وهي عبارةعن جمع الدم من المتبرعين وتوزيعه على المشافي في الريف الحلبي وعلى المحتاجين.
- * كيف لجريدة منبج “شمس الحرية” أن يكون لها دور بديل عن الإعلام الرسمي؟
ماهي المحاور التي تغطيها؟ وأهم القضايا التي تعنى بها؟
بسبب كونها أول جريدة تصدر في منبج. وهي جريدة سياسية اجتماعية ثقافية مستقلة. وبسب تناولها مواضيع البلد والثورة بكل شفافية ومصداقية أصبحت البديل عن الإعلام الرسمي. تغطي محاور عديدة منها اخبار البلد والثورة بشكل عام وأخبار مدينة منبج بشكل خاص وتهتم في حقوق المدنين وقضايا المرأة.
المسؤول في منبج
- * المواطن في المدينة لمن يشتكي؟ من المسؤول الآن؟
طبعا لجهاز الشرطة الجديد ويستطيع ان يشتكي للمجلس الثوري والهيئات المدنية.
- * كيف تعاملت شخصيات النظام السابقة ممن تمسكوا بمناصبهم حتى آخر لحظة مع الوضع في المدينة وكيف تم التعامل معهم من قبل الثوار ؟
تم التعامل معهم بأسمى درجات الإنسانية والعفو عنهم باستثناء من ثبت تورطه بسفك دماء المدنين العزل.
ماذا بعد؟
- * لم يسقط النظام بعد، وهنالك تخوف كبير من تطور الأوضاع إلى الأسوء.
كيف تقيّمون تجربتكم؟
وماهي الصعوبات التي واجهتكم في ظل وجود النظام و تحدي إدارة المدينة للمرة الأولى من قبل أهلها؟
تعليق واحد
تنبيه: منبج تستيقظ على حرية ونظام جديد « مختارات من الثورة السورية