ألعاب مجانية أعادت لمعة عيون خفتت…

جفرا – اللجنة الاعلامية لأيام الحرية 

نحن ثوّار نعم إلّا أننا نحب الحياة .. يقول أحد القائمين على النشاط وهو يحدّثني عن فعّاليّة “ساحة العيد في حي برزة الدمشقيّ “.
لأنّ أطفال برزة – كما جميع أطفال الشعب السوري – عانوا الكثير في الفترة الأخيرة، فلم يكن هناك منزل طفلٍ إلّا وفيه شهيد أومعتقل أو جريح، كان لا بدّ من خلق نشاط يرسم البسمة على وجوه هؤلاء الأطفال ويعيد بعضاً من البهجة التي سرقها النظام الغاشم من قلوبهم.

بدأ التخطيط للنشاط قبل العيد بيومين، حيث قام مجموعة من الناشطين من تنسيقيّة برزة وبالتعاون مع أيّام الحريّة باختيار ساحة داخليّة في برزة بعيدة عن نيران ميليشيا الأسد وشبيحه لتكون موقعاً لهذا النشاط.

عمل الشباب بدأب لتنظيف وتجهيز هذه الساحة، ففرشوها بالبحص وقامو بدهن حيطانها بالأبيض ورسموا عليها رسومات مرحة لتضيف ألوان العيد وبهجته إلى الساحة. كما قاموا بإصلاح ودهن وبخ مراجيح عيد كانت ملقاة في المنطقة ونصبوها في الساحة ليلعب بها الأطفال من جديد بعد أن كانت خردة. وجهّزوا عربات الأطعمة والحلويّات (الفول – الترمس – الصاجيات)، إلى أن أصبحت الساحة جاهزة لاستقبال الأطفال.

ومع صبيحة يوم العيد توافد الأطفال مع أهاليهم إلى الساحة، و كان النشطاء متواجدين على مدار الساعة بين الأطفال وشاركوهم بنشاطات الساحة من ألعاب ورسم وطعام .. فهزّوا المراجيح وحرصوا على مشاركة جميع الأطفال بالألعاب، وأدارو ورشة للرسم أطلق فيها الأطفال العنان لإبداعهم ورسموا رسومات من وحي ما مرّوا به خلال الثورة . وتمّ اصطحاب أطفال الشهداء إلى مكان بجانب الساحة وتوزيع هدايا العيد عليهم .

استمرت النشاطات مجانيّة لجميع الأطفال طوال فترة أيّام العيد الأربع بتطوّع كامل من النشطاء و طوعي كما ساهم نجّار الحي و حدّاده ، إذ عملو جاهدين لإدخال السعادة إلى قلوب الأطفال الصغيرة البريئة، دون أن تسجّل أيّة حوادث أو إشكاليّات، واستطاع الأهالي رؤية بعض الفرح في عيون أطفالهم بعد غيابها لمدة طويلة من الزمن.