أبو صلاح الزملكاني
الصورة تتكلم… لا حاجة إذن للاسترسال في التفاصيل، انظر بنفسك، ماذا تبقى من مدينة زملكا؟! هل هي نفسها تلك المدينة المعروفة في كل أنحاء الغوطة بأسواقها المفتوحة على مدار الساعة، وبناياتها الشاهقة، وشوارعها العريضة؟
أين هي زملكا، المدينة التي كانت دائمة الحركة ليلاً ونهاراً؟ أين الناس؟ من أمات الحياة فيها؟ إذا كان شبان المدينة طالبوا بالحرية فتم اعتقالهم وقتله، فماذا عن الحجارة هل هي الأخرى كانت تصرخ بالحرية؟ فكان على قوات الأسد إبادتها، وإبادة أشجار الزيتون، التي يخاف منها حتى الإسرائيليون! فيقطعونها حتى لا يختبئ خلفها أي مجاهد. ما ذنب الناس الضعفاء والبسطاء حتى تهدم بيوتهم وتنتهك حرمتهم؟ ما ذنب الأطفال كي يتشردوا، والنساء كي تترمل، والأمهات اللواتي بتن ثكالى! الدمار عم المدينة التي كانت شعلة من شعل دمشق، زملكا المدينة التي تعد من أولى المدن التي ثارت بعد درعا، زملكا صرخة الحرية تدك اليوم بالمدافع، وتهدم بيوتها بالكامل، بينما أعمدة الدخان تتصاعد من كل مكان.
تحية من العقل والقلب لكافة الثوار والمجاهدين والجيش الحر في الداخل والخارج، مع طاقة محبة مفتوحة للجميع خاصة أحرار زملكا، مع تمنياتنا لهم بالنصر القريب والعودة إلى ديارنا سالمين.