كتبت ريما فليحان عضو الائتلاف الوطني السوري والمسؤولة عن أوضاع اللاجئين في الأردن تقريراً عن حالة مخيم الزعتري وفق مشاهداتها برفقة الناشط عبد الجليل الشققي:
– بتاريخ 9-1-2013 قمت بزيارة مخيم الزعتري حيث تضمنت الزيارة القسم الترابي وقسم الحصى وقسم الكرافانات بالاضافة للمدرسة البحرينية الفارغة والتي تم نقل قسم من سكان الخيام الغارقة بالأمس من نساء وأطفال وعجزة إليها.
وصل عدد اللاجئين بالمخيم 63000 لاجئ موزعين في كل اقسام المخيم تم زيارة خيم في كل منطقة والاستماع إلى شكاوى ومعاناة الأهل هناك وتم الجلوس مع النشطاء في المخيم حيث جرى تقييم للوضع بشكل شبه تفصيلي.
فيما يتعلق بوضع المخيم الحالي أثناء العاصفة وبمعاناة اللاجئين عموماً
- وضع الخيم لا يسمح بتحمل مثل هذا الظرف الجوي حيث أن الخيم معرضة لتسرب المياه والسقوط نتيجة تخلل التربة في السيول أو ثقل السقف من الثلج وتصل الكرافانات غير مجهزة وفارغة والتي ينقل إليها بعض المتضررين.
- لا تتوافر ملابس وأغطية كافية للعائلات التي تضررت بالأمس وبالتالي فكل النساء والأطفال الذين نقلوا إلى المدرسة البحرينية يعانون من البلل والمرض ونقص اللباس ووسائل نقل لعرض الأطفال على المشافي التي تبعد مسافة من الصعب قطعها في مثل هذا الجو مشيا على الأقدام خصوصا مع حمل الشخص المريض.
- يتم تجميع كل الناس مع بعضها داخل هذه المدرسة بشكل عشوائي وتوضع الفرش على البلاط فقط بشكل متراص.
- يتوافر في معظم الخيم مدفأة غاز وأنبوبة غاز تبدل كل 15 يوم وإذا فرغت قبل ذلك وهذا ما يحصل دائما لأن الاستهلاك الطبيعي أسبوع للتدفئة على مدفئة الغاز في جو المنزل فكل تبديل يتطلب 500 ل س وهناك عائلات كثيرة لاتملك النقود.
- الاستحمام يتطلب مياه ساخنة تكلف في كل مره 500 ل س من اجل إحضار أنبوبة غاز.
- طهو الطعام يتطلب غاز وهذا يكلف نفقات إضافية لا يملكها قاطني المخيم.
- نوعية الطعام المجانية التي توزعها منظمة الاغذية العالمية فقيرة للغاية وتتضمن رز وبرغل سكر وعلب فاصولياء وعلب حمص وزيت قلي وبعض علب السردين السيئة الجودة ولا تتضمن فواكه أو لحوم أو دجاج أو خضار، وهذه الأشياء تتوافر بالبسطات التي تبيعها بسعر غالي ولا يملك الناس المتواجدين هناك بالضرورة المال ويقترح بعض اللاجئين إستبدال الطعام المجاني الذي توزعه منظمة الغذاء العالمي بكوبونات محددة القيمة ينتقون من خلالها طعامهم من محل مخصص لهذه الغاية ينشأ في المخيم.
- هناك خطر لانتشار الامراض بين الناس حيث يتم جمعهم ولوحظ اصابات بين الاطفال بالنزلات الصدرية والكريب وهناك حالة التهاب كبد عند طفلة عمرها 4 سنوات بلا علاج !
- بعض الخيم استطاعت تمديد خطوط كهرباء من الشبكة بشكل غير قانوني ومعظمها لم يتمكن من ذلك وهناك العديد من الخيم التي تغرق في الظلمة ولدى سؤال أحد اللاجئين لجهة ما حول موضوع الكهرباء أجيب “اللاجئ لا يحتاج للكهرباء ” !
- هناك في المخيم مركز توزيع واحد يسبب أزمة ولا يتم تلبية احتياجات الناس بصورة كافية.
- نقص في الملابس والتدفئة ولم توزع منذ زمن الا مرة واحدة ملابس مخزون (استوكات) شبه تالفة لم تلبي احتياجات الناس.
- بعض التبرعات التي قدمت من بعض الدول والتي تضمنت حصص غذائية وصلت بعض الطرود الغذائية مفتوحه وفيها نقص لوحظ عن غيرها من الحصص التي وصلت مختومة وفق شكاوى من استمعنا اليهم.
- هناك شكاوى من قلة مياه الشرب وخاصة في هذا الظرف.
- تم بناء مطابخ لكل عشر عائلات مطبخ متوسط الحجم لكنها بمعظمها غير مجهزة ولا يوجد فيها اضاءة ولا باب مع أن المخيم قد مضى زمن ليس بقليل على انشاءه.
- يوزع حليب أطفال على الأطفال إلى حد السنتين فقط .
- يشكو اللاجئين من استخدامهم من قبل المتبرعين اعلاميا حيث تصل قوافل كمساعدات تغادر بمجرد تصويرها ووفق رواية الكثير منهم وعلى ذمتهم.
- يشكو المخيم من الافتقار للتنظيم المجتمعي.
- يفتقدالمخيم لوجود إدارة سورية قادرة على التواصل مع اللاجئين والجهات الداعمة وتقوم بتأمين احتياجاتهم وتنظيم المخيم وأطالب الائتلاف بفتح مكتب على الفور بعد الحصول على موافقة من السلطات الأردنية في المخيم وأنا وفريق من الناشطين جاهزين للتطوع يومياً هناك.
- نطالب رجال الأعمال السوريين بالتبرع بشكل منفصل وعبر الائتلاف وليس الهيئة لإيصال المساعدات والمساعدة في تحسين حال اللاجئين.
- هذا المخيم لا يصلح للحياة على شكله الحالي واذا تم العمل على تفريغه أو على الأقل الجزء الترابي منه وتأمين بدل إيجار لبيوت لهم ومستلزمات معيشية من الائتلاف والأموال السورية سيكون هذا هو الحل الأكثر صحة وأعتقد أن 63 ألف سوري يمكن استيعابهم خارج المخيم وحل المشكلة جذرياً عبر فريق عمل يتبع للائتلاف وعبر الناشطين والجمعيات والذين يمكن بتعاونهم مع ممولين أن يأمنوا مسكن واحتياجات الناس بدلاً من الحالة الكارثية التي يعيشون بها اليوم !