من أقدم التجارب النحتية في الفن التشكيلي السوري الحديث تجربة النحات فتحي محمد ، وهي تعتمد على الواقعية التعبيرية مع التحوير باتجاه عالم الانسان الداخلي .
ولد الفنان فتحي محمد في حي الشماعين و هو حي شعبي من أحياء مدينة حلب، وتردد منذ طفولته على الفواخير القريبة من بيته مراقباً العمال يعالجون الطين، وليكتشف محبته لفن النحت مع أول تمثال صنعه العام 1936
درس النحت في مصر بين العامين 1944 ـ 1947، ومتابعاً في إيطاليا ـ روما في الفترة بين عامي 1948 ـ 1954.
في عام 1944 فاز فتحي بجائزة المجمع العلمي بدمشق عن تمثاله «أبو العلاء المعري» ,وفي عام 1948 سافر فتحي محمد إلى روما؛ ليتابع دراسته في أكاديميتها على نفقة بلدية حلب
أنجز في روما تمثال «المفكِّرة» الذي عام 1950. وحين شارفت دراسته على نهايتها عام 1951 عكف على إنجاز تمثال «اليافع» الذي جعله واقفاً. ونال شهادة دبلوم بدرجة شرف بتاريخ 9 حزيران 1951، ووقع اختيار لجنة التحكيم على تمثال فتحي لوضعه في متحف فلورنسا، وفي العام نفسه اشترك فتحي في معرض خريجي الأكاديميات الإيطالية الذي أقيم في مدينة نابولي
تابع فتحي محمد دراسته في روما، فانتسب إلى مدرسة فن الميداليات، كما انتسب إلى الأكاديمية؛ ليدرس في فرع التصوير الزيتي عام 1952.
عاد فتحي بعد انتهاء دراسته إلى حلب عام 1954 ليعمل في بلديتها خبيراً فنياً، ثم أوفد إلى دمشق؛ ليصنع تمثالاً للعقيد الشهيد عدنان المالكي، ولكنه اضطر إلى العودة إلى حلب؛ ليدخل مستشفى القديس لويس في 8 آذار 1958 وهو يعاني آلاماً في أمعائه؛ وتُوفِّي في 16 نيسان من العام ذاته إثر عملية أجريت له لاستئصال ورم خبيث فيها مخلفاً إنتاجا مهماً على صعيدي النحت والتصوير.